منذ عام 1973، يحتفل العالم في الخامس من حزيران بيوم البيئة العالمي تحت رعاية برنامج الأمم المتحدة للبيئة، بهدف زيادة الوعي حول القضايا البيئية الحرجة مثل تغير المناخ والتلوث الكيميائي المتزايد باضطراد على هذا الكوكب، وتعزيز التدابير لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ويأتي الاحتفال لهذا العام تحت شعار "مكافحة التصحر، وإصلاح الأراضي، وبناء القدرة على الصمود في وجه الجفاف".
بينما يحتفل العالم بيوم البيئة العالمي لهذا العام، تواجه فلسطين استنزافاً لمقدراتها البشرية والطبيعية بسبب العدوان المستمر منذ أكثر من سبعة عقود، وتجلت تداعيات هذه الغطرسة بالعدوان الاسرائيلي الهمجي الأخير منذ السابع من أكتوبر، حيث التدمير العشوائي للكل الفلسطيني، واستخدام كافة انواع الاسلحة بغية تدمير كافة مناحي الحياة والممتلكات بما فيها المكونات البيئية، اذ أن إلقاء الآلاف الأطنان من المواد المتفجرة والسامة يسبب تلوثاً كبيراً للتربة والمياه والهواء، مما يؤثر بشكل سلبي على النظم الإيكولوجية والصحة العامة، ويعرضها للتهديد، إضافة إلى ذلك، فإن تدمير المرافق البيئية من محطات لمعالجة المياه العادمة ومحطات تحلية المياه يُعيق قدرة المجتمع على الصمود وعلى إدارة الموارد المائية، مما يُفاقم من خطر الجفاف ونقص المياه النقية والصالحة للشرب، ويهدد الأمن الغذائي.
وعلاوة على ذلك، فإن حرق الأراضي الزراعية وتدفق المياه العادمة القادمة من المستعمرات الإسرائيلية، وتهريب النفايات الخطرة للأراضي الفلسطينية يُلحق ضرراً وتلوثاً ودماراً هائلاً بالقطاع الزراعي، ويُعيق الإنتاج الزراعي، ويصعب من تأمين الغذاء والموارد الزراعية الأساسية.