ماذا حدث لحدائق الحيوان في غزة تحت لهيب القصف؟
في قلب قطاع غزة، حيث يفتك القصف الوحشي بم
في قلب قطاع غزة، حيث يفتك القصف الوحشي بم
تسببت حرب الإبادة بكارثة إنسانية تُلقي بظلالها على جميع جوانب الحياة، مخلفةً آثاراً طويلة الأمد في الصحة الجسدية والنفسية للفلسطينيين في قطاع غزة؛ فإلى جانب الدمار الهائل الذي يلحق بالمباني والطرق والمرافق الحيوية، تترك الحرب وراءها بيئة غير صالحة للحياة، حيث تنتشر الأمراض، نتيجة التلوث ونقص الرعاية الطبية وسوء التغذية وانعدام مقومات الحياة الأساسية. فقد خلّفت الحرب تلوثاً بيئياً واسع النطاق نتيجة الركام والغبار الناتج من القصف، فضلاً عن تسرب المواد السامة من البنية التحتية المدمرة، وهو ما ساهم في انتشار أمراض الجهاز التنفسي، كالربو والتهابات الرئة.
"أقضي حياتي في الركض بحثاً عن الطعام لأطفالي"، تقول أم محمد، لموقع "فرانس إنفو"، وهي تقف في طابور أمام مطبخ يقدم الحساء، يُطلق عليه محلياً اسم "التكية"، وتضيف، بعد أن تملأ قدرها بالعدس: "آتي إلى هنا يومياً للوقوف في الطابور، أحياناً ينجح الأمر وأغادر ومعي القليل من الطعام، لكن في أحيان أخرى، يكون المكان مزدحماً جداً، ولا أجد شيئاً للأكل؛ لا تزال بعض الأطعمة النادرة في الأسواق، لكنها بعيدة المنال بالنسبة لنا، لهذا السبب آتي إلى التكية؛ إنها الطريقة الوحيدة التي أستطيع من خلالها إطعام الأشخاص العشرة الذين أعيلهم". وتصرخ بيأس: "ساعدونا!
في وسط قطاع غزة مساحات شاسعة لم يبقَ فيها أي معلم من معالم الحياة، مدناً وقرىً ومخيمات. كل هذه المعالم مُسحت بأكملها، ومنها كذلك منشآت حكومية وخدماتية واقتصادية وطبية، لم يبقَ لها أثر، ومئات الكيلومترات من الأراضي الزراعية جُرفت. هكذا أحال جيش الاحتلال الإسرائيلي المناطق التي أنشأ عليها محور "نيتساريم" إلى خراب، وهو الذي أُقيم على أنقاض مدينة الزهراء، وقرية المغراقة، وقرية جحر الديك وسط القطاع، والأحياء الجنوبية من مدينة غزة، كمنطقة الشيخ عجلين والنابلسي وأجزاء من أحياء الزيتون وتل الهوا.
كان قطاع الزراعة في غزة ينتج أكثر من 25 ألف طن من الخضار سنويا قبل العدوان الإسرائيلي، عندما كان قطاع الزراعة يشكل 11% من الناتج المحلي. وقد لحق دمار واسع بالأراضي الزراعية في إطار سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي.
استهدفت زواق الاحتلال ميناء غزة، وأطلقت نيرانها نحو الصيادين المتواجدين ما أدى إلى إصابة صيّاد.
أطلقت زوارق الاحتلال نيرانها تجاه مراكب الصيادين في بحر مواصي رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة صيّاد أثناء ممارسة مهنة الصيد.
استشهد صياد وإصابة آخر أثناء ممارستهم مهنة الصيد برصاص زوارق الاحتلال في بحر شمالي مدينة غزة
شهد قطاع الصيد والثروة الحيوانية في قطاع غزة انهيارًا متسارعًا بفعل سياسات الاستهداف الممنهج التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي طيلة سنوات الحصار 2007-2023، والتي تصاعدت على نحو ملحوظ منذ بدء حرب الإبادة في تشرين الأول/أكتوبر 2023. حيث أنه لم يقتصر استهداف الاحتلال المتعمد لمزارع الحيوانات وموانئ الصيد والصيادين في عرض بحر قطاع غزة، بل استمر بوتيرة عالية حتى خلال فترات وقف إطلاق النار المؤقتة، حيث تواصلت اعتداءات الزوارق الحربية على مراكب الصيادين، إلى جانب منعهم من الوصول إلى مناطق الصيد، واعتقالهم، ومصادرة معداتهم، وإطلاق النار المباشر عليهم.
تسعى مؤسسة الدراسات الفلسطينية لتوثيق تدمير القطاع الزراعي في فلسطين، خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة والضفة الغربية، ويأتي هذا المشروع بالتزامن مع جهود مؤسسة الدراسات الفلسطينية في توثيق الانتهاكات والجرائم والإبادة الجماعية بحق فلسطين والفلسطينيين، هذا المشروع هو ينطلق بالتزامن مع انطلاق مشروعات توثيقة أخرى قامت بها المؤسسة مثل توثيق القطاع الصحي، وتوثيق قصص إنسانية لأهالي قطاع غزة، ومشروع أوراق السياسات المتخصص في رصد جوانب حرب الإبادة الجماعية بحق قطاع غزة.
يهدف المشروع لرصد وتوثيق تدمير القطاع الزراعي في فلسطين (بالتركيز على تدمير القطاع الزراعي في قطاع غزة)، ويشمل المشروع توثيق تدمير الثروة الحيوانية، والثروة الزراعية، وقطاع الصيد في قطاع غزة، وتدمير مصادر المياه، وما يرتبط بهذا الدمار من تلويث للمياه وتلويث للتربة، وتوثيق تأثر الاستهداف والدمار على أنواع المزروعات والمجاعة ونقض الأغذية وعلاقتها بالبنية الاجتماعية والاقتصادية في قطاع غزة إقرأ المزيد
المصادر:
المصادر:
المصادر:
المصادر: