الأراضي الزراعية في قطاع غزة
عمّد الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية إحتلاله العسكري لقطاع غزة 1967، العمل على استهداف وتدمير الأراضي الزراعية من خلال السياسات الممنهجة، حيث تشكّل المساحة الزراعية في قطاع غزة حوالي 178 كيلومترا مربعا، أي ما نسبته 49% من إجمالي مساحة قطاع غزة.
وتقع المساحة الزراعية في مناطق شمال وشرق قطاع غزة، ويقع حوالي 80% من إجمالي هذه الأراضي بمحاذاة السياج الفاصل الذي أقامته دولة الاحتلال والتي تقدر بحوالي 185 ألف دونم.
وتشكل الزراعة البعلية حوالي 3% من الأراضي المزروعة في قطاع غزة، والزراعة المروية حوالي 44%، حيث يبلغ إجمالي المساحات المزروعة بأشجار البستنة والخضراوات والمحاصيل الحقلية في قطاع غزة حوالي 117,000 دونم، يقع منها 32% في خان يونس، و29% في شمال غزة.
كما تُقَدَّر المساحات المزروعة في شمال غزة بنحو 34,000 دونم. وتشكل المساحات المزروعة بالخضروات 53% من إجمالي المساحات الزراعية في قطاع غزة، تتركز 34% منها في محافظة شمال قطاع غزة، بالإضافة إلى 30% في محافظة خان يونس، بينما تشكل المساحة المزروعة بالبستنة الشجرية 30.9% من إجمالي المساحة المزروعة في قطاع غزة، ويتركز 31.3% منها في محافظة خان يونس، بينما 22.3% في محافظة شمال غزة.
وتعد أشجار الزيتون هي الأعلى نسبة، إذ تشكل 63% من إجمالي المساحة المزروعة بأشجار البستنة وتتوزع على محافظات قطاع غزة كالآتي: 34% في خانيونس، 24% في دير البلح، 17% في شمال غزة،12 % في غزة 13% في رفح، تليها الخضراوات، حيث يعتبر أكثر من نصف الإنتاج الزراعي في قطاع غزة، هو إنتاج نباتي.
أنشأت سلطات الاحتلال ما يسمى بالمنطقة العازلة خلال سنوات الحصار والانتفاضة، حيث منع المزارعين من الدخول إليها بمسافة قدرت بـ 62.600 ألف دونم، حيث تشكل حوالي 30-35% من إجمالي الأراضي الزراعية لقطاع غزة، وبحسب الإحصاءات المحلية، فإن الخسائر السنوية نتيجة عدم الوصول لهذه المنطقة بحوالي 50 مليون دولار سنوياً، حيث تشكل أشجار الحمضيات أكثر من 50% من إجمالي الأراضي، وبعضها كان يستخدم كمراعٍ للحيوانات والأغنام.
خلال فترة انتفاضة الأقصى، منعت قوات الاحتلال الوصول إلى المناطق الزراعية المحاذية للسياج الحدودي إلى مسافة 150 متر، ووصلت في بعض المناطق إلى 500 متر، حيث قامت بتجريف وتسويه هذه المناطق بشكل كامل تحت ذريعة المنطقة العازلة، وخلال عدوان 2008-2009، وسعت سلطات الاحتلال عمليات التجريف لتصل إلى 1000-1500 متر، كما منع الاحتلال المزارعين الوصول إلى مسافة وصلت إلى300 متر، ويتزامن وجود المزارعين في هذه المنطقة مع عمليات إطلاق نار موجهة نحو المزارعين بشكل مباشر من قبل جنود الاحتلال تصل مداها إلى 600 متر، حيث سجل أكثر من 1300 حادثة إطلاق نار على المزارعين والعاملين في الأراضي الزراعية وكذلك الصيادين.
وتمارس سلطات الاحتلال العديد من الممارسات الاستعمارية لتدمير الأراضي الزراعية ومنها:
- إغراق الأراضي الزراعية: وهي سياسة بدأتها منذ عام 2013 من خلال فتح سدود المتجمعة نحو الأراضي الزراعية، ما يكبد المزارعين العديد من الخسائر الاقتصادية.
- رش مبيدات الأعشاب: حيث بدأت هذه السياسة منذ عام 2014، حيث تقوم برش كافة الأراضي الزراعية المحاذية للسياج خلال فصلي الربيع والخريف(مواسم الحصاد).
- تجريف الأراضي الزراعية: حيث جرفت قوات الاحتلال حوالي 35% من مساحة الأراضي الزراعية بشكل تدريجي منذ عام 2000 حتى عام 2021.
تدمير الأراضي الزراعية خلال حرب الإبادة:
- شهد اليوم الأول للإبادة 7تشرين الأول/أكتوبر 2023، قصف مكثف من طائرات الاحتلال على طول الشريط الحدودي شرق قطاع غزة، ما أدى لاستهداف الأراضي الزراعية.
- تلى ذلك استهداف وتجريف للأراضي الزراعية تحديداً في مناطق شمال قطاع غزة، تمهيداً للاجتياح البري، ما أدى إلى تدمير الأراضي والمحاصيل الزراعية، وتضرر المزارع الحيوانية المصاحبة لهذه الأراضي.
- في بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2023: بدأت السلطات الإسرائيلية الإعلان عن إنشاء منطقة عازلة ستمتد بعمق كيلو متر واحد داخل أراضي قطاع غزة، ما يعني الاستيلاء على حوالي 26% من إجمالي مساحة قطاع غزة.
- في كانون الثاني/يناير 2024: أصدرت الأمم المتحدة تقريراً لها يفيد بأن سلطات الاحتلال جرّفت نحو 22% من الأرض الزراعية في غزة، بما فيها البساتين والدفيئات الزراعية، منذ بداية حرب الإبادة إلى حينه.
- في شباط/فبراير 2024: وصلت نسبة تدمير الأراضي الزراعية في قطاع غزة إلى حوالي 40%، مع استمرار العملية البريّة في محافظة خانيونس، كما أوضحت منظمة أوكسفام في تقرير لها أن مناطق شمال غزة وهي أكبر منتج للفواكه والخضراوات خسرت الإنتاج الزراعي الموسمي جرّاء استمرار الإبادة والحصار على مناطق شمال القطاع.
- في آذار/مارس 2024: بحسب مسح أجرته منظمة الأغذية والزراعة(الفاو) فإن نسبة الأراضي المنتجة للخضروات والمنتجات الزراعية المدمرة بشكل كامل بلغت 42%، في حين أن نسبة الضرر في مناطق شمال قطاع غزة بلغت 45%، إضافة إلى تدمير 48% من الدفيئات الزراعية في ذات المنطقة، بينما بلغت نسبة التدمير في كافة مناطق القطاع حوالي 26% وتكمن أهمية هذه الدفيئات في مشاركتها في سلاسل الإنتاج الغذائي خلال المواسم الطبيعية.
- في إبريل/نيسان 2024: بحسب مسح أجرته منظمة الأغذية والزراعة(الفاو) فإن نسبة الأراضي المنتجة للخضروات والمنتجات الزراعية المدمرة بشكل كامل بلغت 50%.
- وفي آيار/مايو 2024: أوضحت الخرائط التي نشرتها(UNOSAT) عبر الأقمار الصناعية أن الأضرار في الأراضي الزراعية كبير جداً، إضافة إلى التراجع الكبير في الأضرار في صحة وكثافة المحاصيل في مايو 2024، مقارنة بالمواسم السبعة السابقة الممتدة من 2017 إلى 2024. ويمكن ملاحظة التراجع في صحة وكثافة المحاصيل بسبب الحرب، وتحديدا من خلال أعمال: التجريف، ونشاط المركبات الثقيلة، والقصف بالقنابل، وغيرها من الديناميكيات المرتبطة بالحرب. ويتضمن التحليل تقييم الأضرار التي لحقت بالبساتين والأشجار الأخرى والمحاصيل الحقلية والخضروات.
مقارنة بمتوسط السنوات السبع السابقة، أظهرت حوالي 57% من حقول المحاصيل الدائمة في قطاع غزة تراجعاً ملحوظاً في الصحة والكثافة في شهر مايو 2024. وفي التقييم الشامل تبين أن هناك زيادة بنسبة 30%. في نسبة الأراضي الزراعية التي تضررت منذ التحليل السابق الذي أجري في أبريل 2024. بالإضافة إلى ذلك، يشير التحليل إلى ارتفاع ملحوظ في تدمير البساتين والأشجار الأخرى والمحاصيل الحقلية والخضروات في محافظة غزة، بنسبة 20%. زيادة نقطة مقارنة بتحليل أبريل 2024 السابق. علاوة على ذلك، كان هناك تصاعد كبير في تدمير الأراضي الزراعية داخل محافظة شمال غزة، حيث ارتفعت النسبة من 46% في أبريل 2024 إلى 68% في مايو 2024. وهذا تحليل أولي ولم يتم التحقق من صحته بعد ميدانيًا.
جدول يوضح الأراضي المتضررة وغير المتضررة في قطاع غزة (حتى أيار/ مايو 2024)
المحافظة | الأراضي الزراعية غير المتضررة (كم مربع) | الأراضي الزراعية المتضررة (كم مربع) | المجموع (كم مربع) | ||
شمال غزة | 10.1 | 32% | 21.6 | 68% | 31.7 |
غزة | 12.4 | 39% | 19.5 | 61% | 31.9 |
دير البلح | 13.1 | 51% | 12.8 | 49% | 25.9 |
خان يونس | 19 | 45% | 23.4 | 55% | 42.4 |
رفح | 10.1 | 52% | 9.2 | 48% | 19.3 |
المجموع | 64.7 | | 86.5 | | 151.2 |
يرصد الجدول السابق الضرر الذي لحق بالأراضي الزراعية في قطاع غزة، وأكبر الأضرار تتركز في محافظة شمال غزة ومحافظة غزة، وهذه هي المحافظات التي تعتبر زراعية.
- في حزيران/يونيو 2024: أوضح المرصد الأورومتوسطي بناءً على البحث الميداني في قطاع غزة أن حوالي 75% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة تم تدميرها بشكل كامل، جزء منها تم ضمها للمنطقة العازلة والجزء الآخر يتم عزلها تمهيداً للضم.
- في تموز/يوليو 2024: بلغت نسبة الأراضي الزراعية المدمرة في كافة مناطق قطاع غزة، حوالي 80% يتزامن ذلك مع حالة من المجاعة في كافة القطاع وبنسبة أكبر في مناطق شمال قطاع غزة.
- في آب/أغسطس 2024: أعلن مكتب الإعلام الحكومي أن عدد الأراضي الزراعية الصالحة بلغت فقط 2% من إجمالي الأراضي الزراعية قبل حرب الإبادة.
- في يوليو/سبتمبر 2024: أظهر تقييم أجرته منظمة الأغذية والزراعة أن الأضرار البالغة في الأراضي الزراعية بلغت 67.6%، كما سجلت محافظة خانيونس أكبر نسبة من الأراضي المتضررة بنسبة 61% من إجمالي أراضيها الزراعية، كما سجلت محافظة شمال غزة أكبر محافظة من حيث الأضرار التي بلغت حوالي 78%.
- كما سجلت محافظة رفح أعلى نسبة في الأضرار في الدفيئات الزراعية.
ملاحظات عامة:
- بدأت بعض محاولات لإصلاح الأراضي الزراعية وإعادة زراعتها، لكنها كانت محاولات متواضعة في ظل تدمير البنية التحتية للتربة والمياه وكافة المستلزمات المتعلقة بالإنتاج الزراعي، يمكن الإطلاع أكثر على مبادرات "العربية لحماية الطبيعة"[1].