تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
استهداف الحيازات والنظم الزراعية خلال حرب الإبادة 2023-2024
أرشيفية

استهداف الحيازات والأراضي الزراعية

توضح الخرائط التي رصدتها الأقمار الصناعية للأراضي الزراعية في قطاع غزة، أن هناك تدهوراً في صحة وكثافة المحاصيل بسبب الحرب والصراع. أجرى UNOSAT -الفاو تحليلاً باستخدام صور الأقمار الصناعية التي جمعها القمر الصناعي Sentinel-2 بين أيار/ مايو 2017 وأيار/ مايو 2024، كما أجرى تحليل مؤشر الاختلاف الطبيعي للغطاء النباتي (NDVI)، بالإضافة إلى تصنيف متعدد الفترات لتحديد التغييرات الملحوظة التي تحدث في مناطق الأراضي الزراعية خلال هذا الإطار الزمني. وقدرت الأضرار بأنها تراجع كبير في صحة وكثافة المحاصيل في أيار/ مايو 2024، مقارنة بالمواسم السبعة السابقة الممتدة من سنة 2017 إلى سنة 2024. ويمكن ملاحظة التراجع في صحة وكثافة المحاصيل بسبب الحرب، وتحديداً من خلال أعمال التجريف، ونشاط المركبات الثقيلة، والقصف بالقنابل، وغيرها من الديناميكيات المرتبطة بالحرب. ويتضمن التحليل تقييم الأضرار التي لحقت بالبساتين والأشجار الأُخرى والمحاصيل الحقلية والخضروات. ويظهر تحليل UNOSAT ومنظمة الأغذية والزراعة أن مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة تقدر بـ 151 كيلومتراً مربعاً، وهو ما يمثل حوالي 41% من إجمالي مساحة قطاع غزة، بعد تحليل واسع النطاق للغطاء الأرضي.

مقارنة بمتوسط السنوات السبع السابقة، أظهرت حوالي 57% من حقول المحاصيل الدائمة في قطاع غزة تراجعاً ملحوظاً في الصحة والكثافة في أيار/ مايو 2024. وفي التقييم الشامل تبين أن هناك زيادة بنسبة 30% في نسبة الأراضي الزراعية التي تضررت منذ التحليل السابق الذي أجري في نيسان/ أبريل 2024. بالإضافة إلى ذلك، يشير التحليل إلى ارتفاع ملحوظ في تدمير البساتين والأشجار الأُخرى والمحاصيل الحقلية والخضروات في محافظة غزة، بنسبة 20%؛ زيادة نقطة مقارنة بتحليل نيسان/ أبريل 2024 السابق. علاوة على ذلك، كان هناك تصاعد كبير في تدمير الأراضي الزراعية داخل محافظة شمال غزة، حيث ارتفعت النسبة من 46% في نيسان/ أبريل 2024 إلى 68% في أيار/ مايو 2024. وهذا تحليل أولي ولم يتم التحقق من صحته بعد ميدانياً.

جدول يوضح الأراضي المتضررة وغير المتضررة في قطاع غزة (حتى أيار/ مايو 2024)

المحافظة

 الأراضي الزراعية غير المتضررة (كم مربع)

 

الأراضي الزراعية المتضررة (كم مربع)

 المجموع (كم مربع)

شمال غزة

10.1

32%

21.6

68%

31.7

غزة

12.4

39%

19.5

61%

31.9

دير البلح

13.1

51%

12.8

49%

25.9

خانيونس

19

45%

23.4

55%

42.4

رفح

10.1

52%

9.2

48%

19.3

المجموع

64.7

 

86.5

 

151.2

 

يرصد الجدول السابق الضرر الذي لحق بالأراضي الزراعية في قطاع غزة، وأكبر الأضرار تتركز في محافظة شمال غزة ومحافظة غزة، وهذه هي المحافظات التي تعتبر زراعية.

تستحوذ الزراعة في قطاع غزة على أكثر من 40% من مساحة الأراضي وتساهم في توفير حوالي 20 إلى 30% من الأغذية المستهلكة يومياً. وسُجّلت أضرار واسعة النطاق في قطاع الزراعة بفعل حرب الإبادة على القطاع، والتي أدّت إلى توقف الإنتاج المحلي الحاسم للأغذية الطازجة والمغذية بشكل شبه كامل، ما حدّ من إمكانية حصول السكان على المواد الغذائية الأساسية اللازمة لنمط غذائي صحي، وأدى النقص في الأغذية إلى جوع ومجاعة. وتأثرت بشدة سبل عيش المزارعين والرعاة وصيادي الأسماك الضعفاء، ما يطرح مشكلات خطرة بالنسبة إلى التعافي في المستقبل. وتكبّدت الأسر التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة خسائر في الدخل وصلت إلى 72%.

وخلال الحرب على غزة، تم ذبح أو استهلاك أو فقدان نحو 55% من الماشية المنتجة للحوم والألبان في غزة بسبب النزاع. وحتى مارس/آذار، لم يتبق سوى 45% من الماشية المجترة الصغيرة أي ما يساوي 30,000 رأس ماشية.

كما لحقت أضرار جسيمة بميناء مدينة غزة، حيث دُمّرت معظم قوارب الصيد. وتشهد أعداد الحيوانات انخفاضاً حاداً. وتم ذبح قسم كبير من المواشي المنتجة للحوم والألبان في غزة، أو استهلاكها، أو تلفها، أو فقدانها بسبب الصراع. 

وقد لحقت أضرار جسيمة بالنظم الزراعية والغذائية بسبب الحرب على قطاع غزة، وقدّم نائب المدير العام للمنظمة رؤى متعمقة عن الأثر المدمّر للنزاع على النظم الزراعية والغذائية في قطاع غزة، وهي كالآتي:

  • شلّ عمل البنية التحتية للمياه ومحطات تحلية المياه، وإنتاج السلع الغذائية الرئيسية وإيصالها، وتوفير الكهرباء، بسبب فقدان الوقود.
  • أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى حدوث أضرار بالغة بالنشاطات الزراعية، وتجهيز الأغذية وتوزيعها، والبنية التحتية للمياه.
  • ولا يزال النقص مستمراً في المياه الصالحة للشرب- اللازمة لتجهيز الأغذية. وحتى أواخر كانون الأول/ ديسمبر، تشير بعض التقارير إلى أن حوالي 97 % من المياه الجوفية في غزة غير صالحة للاستهلاك البشري.
  • وقبل اندلاع النزاع الحالي، كان إنتاج الأغذية في غزة يسمح بالاكتفاء الذاتي من حيث معظم الفواكه والخضروات، وقد أدّى النزاع إلى تعطيل هذا الأمر بشدة.
  • انخفاض سلامة المحاصيل وكثافتها في جميع أنحاء غزة مقارنة بالمواسم الستة السابقة، وهو ما يرتبط مباشرة بالحرب.
  • واعتباراً من 15 شباط/ فبراير 2024، تم تقييم 42.6% من إجمالي الأراضي الزراعية في قطاع غزة على أنها متضررة. وعلى نحو مماثل، تم تدمير البنية التحتية الزراعية، وطالت أعلى مستويات الدمار مآوي الحيوانات، ومزارع الأغنام، ومزارع الألبان، والحظائر المنزلية، ومزارع الدجاج اللاحم.
  • وبسبب الحرب في جميع أنحاء قطاع غزة، تأثر موسم قطف الزيتون والحمضيات تأثراً شديداً، وهو يحصل عادة في الفترة بين تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر، ويوفّر مصدراً مهماً للدخل.
  • كما أن عدم القدرة على الوصول إلى العلف والأضرار الناجمة عن الغارات الجوية قد أضرّت بأصحاب الماشية، إذ أفاد العديد من المربين عن خسائر فادحة بسبب نفوق حيواناتهم. وبحلول نهاية كانون الثاني/ يناير 2024، يُفترض أن يكون جميع الدجاج اللاحم قد ذُبح أو نفق بسبب نقص المياه والأعلاف. ويُفترض أن معدّل نفوق العجول يتراوح بين 50 و65%، ويُقدر بأن حوالي 70% من أبقار اللحم و50% من المجترات الصغيرة قد نفقت.
  • أمّا قطاع الصيد البحري في غزة، وهو مصدر مهم للتغذية والدخل في غزة، إذ يوفر سُبل العيش بشكل غير مباشر لأكثر من 100,000 شخص، فقد وصل إلى طريق مسدود، وذلك بسبب الدمار والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للموانئ ومعدات الصيد، والقيود المحكمة المفروضة على إمكانية الوصول إلى البحر.
  • الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
  • منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة- فاو.