تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"أقضي حياتي في الركض بحثاً عن الطعام لأطفالي"، تقول أم محمد، لموقع "فرانس إنفو"، وهي تقف في طابور أمام مطبخ  يقدم الحساء، يُطلق عليه محلياً اسم "التكية"، وتضيف، بعد أن تملأ قدرها بالعدس: "آتي إلى هنا يومياً للوقوف في الطابور، أحياناً ينجح الأمر وأغادر ومعي القليل من الطعام، لكن في أحيان أخرى، يكون المكان مزدحماً جداً، ولا أجد شيئاً للأكل؛ لا تزال بعض الأطعمة النادرة في الأسواق، لكنها بعيدة المنال بالنسبة لنا، لهذا السبب آتي إلى التكية؛ إنها الطريقة الوحيدة التي أستطيع من خلالها إطعام الأشخاص العشرة الذين أعيلهم". وتصرخ بيأس: "ساعدونا! يجب على الدول العربية أن تطالب بإنهاء هذا الحصار؛ أطفالنا لم يفعلوا شيئاً كي يستحقوا هذا العذاب". أما هبة فهي أم لأربعة أطفال صغار؛ إنها قلقة للغاية على صحتهم، وتتهم إسرائيل باستخدام المجاعة كسلاح حرب، وتقول: "الأولوية اليوم هي إعادة فتح المعابر؛ فليسمحوا على الأقل بدخول الدقيق والخضراوات؛ أطفالي هزيلون، أجسادهم كلها هشة، نحن منهكون... لم أعد أستطيع حتى حمل عبوة ماء، نعاني من سوء التغذية منذ عامين"[1].

كارثة إنسانية بعد أكثر من شهرين من الحصار الإسرائيلي الشامل  

منذ الثاني من شهر آذار/مارس الفائت، يعيش الغزيون والغزيات من دون مساعدات إنسانية، بعد أن قررت حكومة الحرب الإسرائيلية حظر دخولها إلى القطاع المنكوب وإغلاق المعابر المفضية إليه، الأمر الذي جعل نظام المساعدات "على وشك الانهيار"، حسبما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن ما لا يقل عن مليون شخص يعتمدون كلياً على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، علماً بأن 3 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية تنتظر على أبواب قطاع غزة أن يسمح لها جيش الاحتلال بالدخول، كما أكدت المنظمة الدولية. بينما أعلن "برنامج الأغذية العالمي" أن "أكثر من 116 ألف طن من المساعدات الغذائية - ما يكفي لإطعام مليون شخص لمدة أربعة أشهر- جاهزة للتسليم إلى قطاع غزة بمجرد إعادة فتح المعابر". وذكرت أولغا تشيريفكو أن السكان الذين يتضورون جوعاً "يفتشون في أكوام القمامة بحثاً عن أي شيء قد يساعدهم على البقاء على قيد الحياة"، وقالت: "أرى الأطفال وكبار السن يفتشون في أكوام القمامة هذه، ليس فقط للعثور على شيء لإشعال النار، ولكن أيضاً لإطعام أنفسهم بشكل يومي". ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام الأجور، يتدفق السكان على نقاط توزيع المواد الغذائية، إذ تقول فاتن الصباغ في بيت لاهيا: "أود أن أجد بعض الخبز، ولكن لا يوجد شيء"[2].

وقال أحد أعضاء فريق منظمة "ميرسي كور" غير الحكومية للمساعدات الإنسانية في غزة إن "الوضع بائس للغاية ويتدهور بسرعة، الحياة تتدهور على المستويات كافة؛ فالغذاء غير متوفر إلى حد كبير؛ ولم يتبق سوى القليل من الأطعمة المعلبة والبقوليات والخضروات المحلية باهظة الثمن. لقد أدى انهيار أنظمة الغذاء إلى جعل أفراد العديد من العائلات يتناولون وجبة يومية واحدة". أما جوناثان فاولر، مسؤول الاتصالات في وكالة "الأونروا"، فقال لموقع  "يورونيوز" إن الوضع في غزة "كارثي كارثي؛ فمع كل ساعة تمر تحت الحصار، يقع عدد متزايد من الأشخاص ضمن فئة الأكثر عرضة لخطر سوء التغذية. وتشير التوقعات إلى أن سوء التغذية الحاد الشديد سينتشر على نطاق أوسع، وليس لدينا الوسائل لوقفه"، وأضاف: "لقد نفد مخزون الأونروا من الدقيق اللازم لتوريده للمطابخ التي نديرها؛ وفي نهاية الأسبوع الماضي، قامت المنظمة بتوزيع 250 طرداً غذائياً طارئاً متبقياً لديها تحتوي على ما يكفي من الأغذية الجافة والمعلبة لمدة أسبوعين...نحن نتجه نحو المجاعة، نحن نواجه هذا الخطر". كما "نفد ثلث الأدوية بالفعل من المخزون، بما في ذلك أدوية السكري والأدوية المضادة للميكروبات والأدوية الموضعية، ومن المتوقع أن ينفد ثلث آخر في الأسابيع المقبلة". أما تيس إنغرام، رئيسة الاتصالات في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقد صرّحت لموقع "يورونيوز" أنه "حتى الآن، تم تحديد نحو 10 آلاف حالة من سوء التغذية الحاد بين الأطفال، وتتعلق البيانات بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات". كما "تضاعف عدد الأطفال في غزة الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد تقريباً في شهر واحد، إذ تم قبول 2027 طفلاً لتلقي العلاج في شباط/فبراير الفائت، وقت وقف إطلاق النار، و3696 طفلاً في آذار/مارس الماضي". وبحسبها، فقد تم تعليق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في نيسان/أبريل بسبب القصف والحصار، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع، ذلك "إن عشرات الآلاف من الأطفال ما زالوا غير محصنين أو محصنين جزئياً فقط ضد شلل الأطفال"[3].

ويترافق هذا الوضع الإنساني الكارثي مع مواصلة جيش الاحتلال عملياته العسكرية في القطاع، التي تؤدي إلى استشهاد عشرات الأشخاص في كل يوم. ففي يوم الجمعة، في 2 أيار/مايو الجاري، أعلن الدفاع المدني في القطاع عن استشهاد 42 شخصاً على الأقل، وأدت غارة جوية على بلدة خان يونس في اليوم التالي إلى استشهاد 17 شخصاً، وفقاً لأطباء محليين، من بينهم 11 فرداً من عائلة واحدة كانوا يحتمون في مخيم اللاجئين في البلدة. كما لقي ثلاثة أطفال مصرعهم، من بينهم طفلان شقيقان، أحدهما يبلغ من العمر سنة والآخر شهر واحد فقط[4].

تحذيرات دولية متواصلة من تفاقم الكارثة الإنسانية

تشير تقديرات وكالات الإغاثة الدولية إلى أن 80% من عائلات قطاع غزة على وشك نفاد الغذاء منها، وتحتفظ "منظمة العمل ضد الجوع"، وهي أحد الشركاء القلائل لـ" برنامج الأغذية العالمي"، باحتياطيات غذائية لـ "مطابخ المجتمع" التي تديرها لمدة ثلاثة أسابيع في شمال القطاع ولمدة أسبوعين في جنوبه. وقالت ناتاليا أنجويرا، رئيسة عمليات المنظمة في الشرق الأوسط: "تظل المساعدات الإنسانية المصدر الرئيسي للغذاء بالنسبة لـ 80% من الأسر، وهذا يعني أنه إذا استمر منع دخول المساعدات الإنسانية، فإن 8 من كل 10 عائلات في غزة لن تتمكن من الحصول على الغذاء". وترى أن الأسر "تتبنى بشكل متزايد استراتيجيات البقاء على قيد الحياة، وتستغل الاحتياطيات الضئيلة المتبقية من توزيعات المساعدات السابقة، فتقوم، على سبيل المثال، بخلط المعكرونة مع الدقيق، وتقليل حجم الوجبات وتكرارها، والحد من استهلاك الخبز للأطفال أو تقديم قطعة واحدة لكل فرد من أفراد الأسرة يومياً". وعلى الرغم من هذا الوضع الحرج، تؤكد منظمة "العمل ضد الجوع" التزامها بمواصلة دعم شعب قطاع غزة وتدعو الحكومات والمنظمات الدولية إلى التحرك بشكل حاسم لتخفيف معاناة الملايين من الناس، مقدّرة أنه من دون فتح جميع المعابر ورفع الحصار، فإن الأزمة قد تصل إلى مستويات لم نشهدها خلال العامين الماضيين[5].

وحذر الناطق بلسان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يانس لايركه، في 29 نيسان/أبريل الفائت، من أن قطاع غزة "يشهد أسوأ وضع إنساني منذ بداية الحرب بسبب منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية"، وأضاف: "في غزة، يمكنكم أن تشاهدوا اتجاهاً واضحاً نحو كارثة مكتملة في الوقت الحالي، وربما يكون الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بداية الحرب". أما منظمة "أطباء بلا حدود"، فقد حذرت من أن "أكثر من مليونَي شخص في غزة يواجهون خطر الموت البطيء نتيجة نقص الغذاء والمياه والكهرباء"، ووصفت قطاع غزة بأنه "مقبرة جماعية للفلسطينيين والعاملين في المجال الإنساني"، ودعت المنظمة إسرائيل إلى رفع الحصار فوراً والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية من دون قيود، بالإضافة إلى إجلاء المرضى والمصابين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية متخصصة لا يمكن توفيرها داخل القطاع المنكوب. وندد مايك ريان نائب المدير العام للمنظمة، يوم الخميس في 1 أيار/مايو الجاري، مرة أخرى بما يحدث في قطاع غزة ووصفه بأنه "فظاعة"، معرباً عن غضبه من عدم التحرك لنجدة السكان، وقال: "نحن نحطم أجساد أطفال غزة وعقولهم، نحن نجوّع أطفال غزة، لأننا إذا لم نتحرك، سنكون متواطئين فيما يحدث أمام أعيننا"[6].

عمليات نهب لما تبقى من غذاء

يواجه القطاع المنكوب، مع تفاقم الكارثة الإنسانية فيه، خطر حدوث فوضى واسعة النطاق، إذ شهد عند غروب يوم الأربعاء في 30 نيسان/أبريل الفائت، وفي غضون ساعات قليلة، قيام آلاف الفلسطينيين بنهب المستودع الرئيسي لوكالة "الأونروا" في مدينة غزة. وقالت الوكالة: "إن موظفيها انسحبوا إلى مكان آمن يوم الأربعاء بعد أن اقتحم آلاف الأشخاص مكتبها الميداني في مدينة غزة، واستولوا على الإمدادات الطبية"، ووصفت لويز ووتريدج، كبيرة مديري الطوارئ في "الأونروا"، عمليات النهب بأنها "نتيجة مباشرة للحرمان الذي لا يطاق والذي طال أمده". أما أمجد الشوا، مدير "شبكة المنظمات غير الحكومية الفلسطينية"، فرأى في هذا النهب "إشارة إلى مدى خطورة الأوضاع في القطاع، ومدى انتشار الجوع واليأس"؛ بينما قدّر أماندي بازيرول، منسق منظمة "أطباء بلا حدود" أن "هذه أعمال منظمة، ولكنها أيضاً أعمال يائسة من قبل أشخاص يحاولون الاستفادة من الفوضى السائدة". ويؤدي اليأس المتصاعد إلى مخاوف من انهيار كامل للنظام الاجتماعي، إذ أبلغ السكان والعاملون في المجال الإنساني عن تصاعد أعمال النهب في شمال القطاع، حيث اقتحم أفراد مسلحون المخازن والمخابز والمتاجر. وقال أحد عمال الإغاثة "إن مسلحين استهدفوا مخبزاً على أساس شائعات بأنه يحتوي على مواد غذائية، وعندما اتضح أن المخبز كان فارغاً، قامت المجموعة بنهب مطبخ حساء تديره وكالة إغاثة دولية في مخيم الشاطئ للاجئين". واستمرت أعمال النهب حتى مساء الجمعة في 2 أيار/مايو الجاري. وقال أحمد أبو عواد، أحد سكان غرب مدينة غزة، حيث وقعت بعض الحوادث: "كانت هناك عصابات منظمة"، بينما قال يحيى يوسف إنه "كان شاهداً على ليلتين متتاليتين من المواجهات المسلحة بين اللصوص وقوات الأمن في شوارع غرب مدينة غزة، بالقرب من المباني التي تستخدمها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية"، التي تلاحظ أن "حوادث هذا الأسبوع تمثل تغيراً ملحوظاً: فهي أكثر فوضوية وتمتد إلى داخل المراكز الحضرية"[7].

وعلّق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، شتيفان دوجاريك، على أعمال النهب الآخذة في الازدياد في قطاع غزة الذي يواجه وضعاً إنسانياً "يائساً"، بقوله: "هناك زيادة في التقارير عن أعمال النهب، في سياق وضع إنساني بائس ونقص في السلع"، مشيراً على وجه الخصوص إلى نهب شاحنة في دير البلح ومستودع في مدينة غزة، وأضاف "ما أستطيع أن أقوله هو أنه خلال الفترة الانتقالية لوقف إطلاق النار، عندما كانت المساعدات تصل، لم تصلنا أي معلومات عن عمليات نهب؛ لا أعرف ما إذا كان الناس يسرقون بدافع اليأس أو عصابات إجرامية تسرق من أجل البيع، ولكن ما نعرفه هو أن البضائع في غزة تقلّ أكثر فأكثر"[8].

وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في مؤتمر عبر الفيديو من مدينة غزة، إن سكان القطاع الفلسطيني "قد تحولوا إلى القتال من أجل الحصول على الغذاء والماء؛ فالوصول إلى المياه مستحيل؛ في الواقع، أمامي مباشرة، بينما أتحدث، يتقاتل الناس من أجل الحصول على المياه، لقد وصل صهريج للتو والناس يقتلون بعضهم البعض من أجل المياه"[9].

وخشية تدهور الأوضاع الاجتماعية إلى ما هو أخطر، دعت بعض القوى الوطنية إلى تشكيل لجان شعبية في الأحياء لمواجهة العصابات الإجرامية التي نمت خلال الحرب الإسرائيلية، ومنعها من القيام بنهب وسرقة المساعادات الإنسانية وممتلكات الناس.  

حكومة بنيامين نتنياهو تواصل حربها وحصارها ولا تعبأ بالانتقادات اللفظية

بينما تعقد محكمة العدل الدولية أسبوعاً من الجلسات بشأن التزام إسرائيل بـ "ضمان وتسهيل" وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، كان وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا قد أصدروا، في 23 نيسان/أبريل الفائت، بياناً مشتركاً وجّهوا فيه انتقادات شديدة إلى إسرائيل، متهمين إياها "بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منذ أكثر من 50 يوماً، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع"، وجاء في البيان: "إن المساعدات الأساسية لم تعد متوفرة، أو هي تنفد بسرعة، وهو ما يعرّض أكثر من مليون طفل فلسطيني لمخاطر الجوع والمرض والموت." ودعا البيان الحكومة الإسرائيلية إلى السماح الفوري بإعادة تدفق المساعدات إلى القطاع، كما أعرب الوزراء عن استيائهم من تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، التي وصفوها بأنها تسييس للمساعدات الإنسانية، مشيرين إلى أن خطط إسرائيل للإبقاء على سيطرتها على غزة بعد الحرب غير مقبولة من جانبهم[10].

بيد أن حكومة بنيامين نتنياهو لا تكترث، في الواقع، لهذه الانتقادات "اللفظية"، ما دامت لم تقترن بإجراءات عملية لفرض عقوبات على حكومة الاحتلال، ووقف تصدير الأسلحة إليها على أقل تقدير، بل هي تواصل حصارها الخانق على القطاع المنكوب وتجويع سكانه، وتستعد لتوسيع نظاق حرب الإبادة التي تشنها عليه، إذ بدأ جيش الاحتلال في نهاية الأسبوع الفائت في إرسال رسائل تعبئة إلى عناصر تشكيلات الاحتياط، تمهيداً لاستدعاء عشرات الآلاف منهم بهدف توسيع نطاق الحرب التي يشنها على قطاع غزة، من دون الوصول إلى عملية اجتياح بري شامل للقطاع.

[1] https://www.francetvinfo.fr/monde/proche-orient/israel-palestine/reportage-je-passe-ma-vie-a-courir-pour-trouver-a-manger-pour-mes-enfants-a-gaza-faute-d-aide-humanitaire-les-distributions-alimentaires-sont-devenues-indispensables

[2] https://www.msn.com/fr-fr/actualite/monde/l-aide-humanitaire-au-bord-de-leffondrement-les-pillages-se-multiplient/ar-AA1E3bpH

[3] https://fr.euronews.com/2025/05/03/la-malnutrition-aigue-augmente-chez-les-jeunes-enfants-de-gaza-selon-lonu

[4] https://fr.euronews.com/2025/05/04/gaza-augmentation-des-pillages-dans-lenclave-au-bord-de-la-famine

[5] https://www.actioncontrelafaim.org/presse/80-des-familles-de-gaza-sont-sur-le-point-de-ne-plus-avoir-de-nourriture

[6] https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/36722;

https://www.radiofrance.fr/franceinter/podcasts/l-info-de-france-inter/l-info-de-france-inter-4433763

[7] https://fr.euronews.com/2025/05/04/gaza-augmentation-des-pillages-dans-lenclave-au-bord-de-la-famine

[8] https://www.lorientlejour.com/article/1457894/les-pillages-en-hausse-a-gaza-face-a-une-situation-desesperee-selon-lonu.html

[9] https://www.msn.com/fr-fr/actualite/monde/l-aide-humanitaire-au-bord-de-leffondrement-les-pillages-se-multiplient/ar-AA1E3bpH

[10] https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/36759

Content source site
promoted_date
publication year
2025
promoted_image
Paper's Language