تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
استهدافات قطاع الصيد والثروة الحيوانية في قطاع غزة حتى آيار/مايو 2025
صورة تعبيرية

شهد قطاع الصيد والثروة الحيوانية في قطاع غزة انهيارًا متسارعًا بفعل سياسات الاستهداف الممنهج التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي طيلة سنوات الحصار 2007-2023، والتي تصاعدت على نحو ملحوظ منذ بدء حرب الإبادة في تشرين الأول/أكتوبر 2023. حيث أنه لم يقتصر استهداف الاحتلال المتعمد لمزارع الحيوانات وموانئ الصيد والصيادين في عرض بحر قطاع غزة، بل استمر بوتيرة عالية حتى خلال فترات وقف إطلاق النار المؤقتة، حيث تواصلت اعتداءات الزوارق الحربية على مراكب الصيادين، إلى جانب منعهم من الوصول إلى مناطق الصيد، واعتقالهم، ومصادرة معداتهم، وإطلاق النار المباشر عليهم.

في ظل المجاعة المتفاقمة التي يعاني منها السكان، لم يعد قطاع الصيد مجرّد مصدر رزق بل تحوّل إلى أحد الخيارات القليلة المتاحة لتوفير الغذاء في ظل انهيار سلاسل الإمداد وانعدام الأمن الغذائي. ومع ذلك، استمرت إسرائيل في استهداف هذا القطاع الحيوي، بما يشكّل امتدادًا لسياسات السيطرة البحرية الممنهجة المفروضة على سواحل غزة منذ فرض الحصار البحري عام 2006، والتي تُستخدم كأداة لخنق السكان وتجويعهم.

ترصد هذه الورقة تطورات استهداف قطاع الصيد والثروة الحيوانية حتى أيار/مايو 2025، وتقدم تحليلًا للضرر المباشر وغير المباشر الذي لحق بالصيادين، والثروة السمكية، ومصادر الإنتاج الحيواني.

قطاع الصيد:

  • كان قطاع الصيد يضم أكثر من 5 آلاف صيّاد، استشهد خلال حرب الإبادة أكثر من 150 شهيد، 20 منهم أثناء ممارسة مهنة الصيد(الإحصائية حتى كانون الثاني/يناير 2025).
  • أكثر من 5000 صياد يعيلون أكثر من 50,000 نسمة يعيشون أوضاع معيشية صعبة جرّاء تعطل وتدمير مهنة الصيّد بشكل كامل في قطاع غزة.
  • تم تدمير 87% من إجمالي مراكب الصيد في كافة موانئ قطاع غزة، حيث دمر 144 غرفة معدات، و300 قارب صغير (حسكة) و80 قاربًا كبيرًا (لانش)، إضافة إلى حرق جميع المعدات والمحركات وشباك الصيد، وبالتالي فإن العودة إلى مهنة الصيد في حال توقفت حرب الإبادة ستكون شبه مستحيلة.
  • دمر الاحتلال في شمال غزة دمر 10 غرف معدات وشباك صيد، و40 قاربًا. وفي وسط قطاع غزة تم تدمير 70 قاربًا صغيرًا مع جميع المعدات والمحركات. وفي ميناء خان يونس تم تدمير الميناء بالكامل، وتدمير 80 قاربًا صغيرًا (حسكة) و14 قاربًا كبيرًا (لانش).
  • دمر الاحتلال مصانع الثلج بالكامل، منهم اثنان كانا موجودين في ميناء غزة، وآخر وحيد في ميناء خانيونس، وتأتي أهمية هذه المصانع لحفظ الأسماك وضمان عدم تلفها.
  • كما جرى استهداف أنظمة الطاقة الشمسية التي كانت توفر الكهرباء لموانئ الصيد، وتدمير مصادر المياه التي كانت تزود الصيادين باحتياجاتهم الأساسية، إضافة إلى استهداف مشروع "مطبخ زوجات الصيادين"، وهو مشروع ممول لتوفير مصدر دخل إضافي لزوجات الصيادين في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي كانوا يعانون منها قبيل الحرب[1].

    قطاع الثروة الحيوانية:

  • بحسب احصاءات وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة فإن خسائر قطاع الدواجن توزعت كالآتي: نفق أكثر من 90% من مزارع الدجاج اللاحم بمعدل 36 مليون دجاجة، كما نفق حوالي 90% من الدجاج البياض بما يقدر حوالي 850 ألف دجاجة بياضة كانت تنتج 250 مليون بيضة سنوياً، كما تم تدمير حوالي 20 فقاسة من أصل 22 في جميع أنحاء القطاع كانت تنتج حوالي 40 مليون بيضة سنوياً، إضافة إلى نفوق مليون طير حبش.
  • كما بلغت خسائر المواشي، نفوق أكثر من 90% من مزارع العجول بما يقدر حوالي 50 ألف عجل سنوياً لإنتاج اللحوم، كما نفق أكثر من 60 ألف رأس غنم وماعز، و2.200 بقرة كانت تنتج حوالي 6.000 طن حليب سنوياً.
  • تم تدمير جميع مصانع الأعلاف وعددها 5 مصانع، كانت تنتج حوالي 35 ألف طن سنوياً من العلف، إضافة إلى تدمير 20 ألف خلية كانت تنتج حوالي 250 طن عسل سنوياً[2].

المصادر:

1- تقرير صحفي"حصار البحر والموت في أمواجه.. إسرائيل تدمر قطاع الصيد في غزة"، المركز الفلسطيني للإعلام.

2-ورقة حقائق حول أثر حرب الإبادة الاسرائيلية على القطاع الزراعي في محافظات غزة، الإغاثة الزراعية، يناير 2025.

3-ورقة حقائق حول: قطاع الصيد في قطاع غزة تحت وطأة الحرب، شبكة المنظمات الأهلية، سبتمبر 2024.

 

 

أبرز الاستهادافات  والاعتداءات خلال حرب الإبادة