تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"نيتساريم".. أجمل مناطق القطاع تحيلها إسرائيل إلى صحراء

في وسط قطاع غزة مساحات شاسعة لم يبقَ فيها أي معلم من معالم الحياة، مدناً وقرىً ومخيمات. كل هذه المعالم مُسحت بأكملها، ومنها كذلك منشآت حكومية وخدماتية واقتصادية وطبية، لم يبقَ لها أثر، ومئات الكيلومترات من الأراضي الزراعية جُرفت. هكذا أحال جيش الاحتلال الإسرائيلي المناطق التي أنشأ عليها محور "نيتساريم" إلى خراب، وهو الذي أُقيم على أنقاض مدينة الزهراء، وقرية المغراقة، وقرية جحر الديك وسط القطاع، والأحياء الجنوبية من مدينة غزة، كمنطقة الشيخ عجلين والنابلسي وأجزاء من أحياء الزيتون وتل الهوا.

رحلة الحاج أبو عمر نحو الخضروات

كانت غزة قبل حرب الإبادة الجماعية تمثل ثورة زراعية، إذ تحولت الأراضي الصلبة فيها إلى مزارع خصبة؛ فالفراولة الحلوة كانت تتنافس مع الطماطم، والخيار كان يزيّن الموائد الغزية الفلسطينية، وعلى الرغم من قلة المياه وملوحة التربة وقلة وجود الأسمدة والمبيدات الحشرية بسبب الحصار الخانق الذي فرضه الاحتلال الصهيوني على القطاع، فإن المزارعين الفلسطينيين تمكنوا من تطوير طرق مبتكرة لزراعة الأرض، وتقنيات ري جديدة، فضلاً عن استخدام الأسمدة العضوية، وتحسين سلالات البذور.

قطاع غزة: أرض الإبادة البيئية

يبدو أن حكومة الحرب الإسرائيلية مصممة على مواصلة الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ تسعة أشهر، والتي ترمي إلى قتل أكبر عدد من سكانه عن طريق المجازر التي تنفذها، وآخرها في مخيم النصيرات وسط القطاع، وإلى جعل هذا القطاع أرضاً غير صالحة للعيش، مما يمهد الطريق أمام هجرة أو تهجير سكانه. ولتحقيق هذا الهدف، يعمل جيش الاحتلال على استهداف النظم البيئية، فيلوّث التربة والهواء والمياه، ويدمر الحقول، ويقتلع الأشجار، بحيث باتت البيئة هي الضحية الصامتة لحرب الإبادة التي يشنها.