تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
تدمير الغطاء والثروة النباتية في غزة وأثره على البيئة
المؤلف
سنة النشر
اللغة
عدد الصفحات
19

مقدمة

منذ بداية العدوان العسكري الإسرائيلي في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، الذي ترافق مع استمرار الحصار المشدد، يعاني قطاع غزة جراء حرب شاملة أدت إلى تدمير شامل للحياة في جميع جوانبها على مدار أحد عشر شهراً من القصف والعمليات البرية والبحرية والجوية، فلم تسلم الطبيعة والبشر من ويلات هذا العدوان الذي استُخدمت فيه أنواع متعددة من الأسلحة الفتاكة.

يعيش في قطاع غزة ما يقارب 2.2 مليون فلسطيني، وفقاً لتقديرات دائرة الإحصاء المركزية لعام 2022، وتبلغ مساحة القطاع 365 كيلومتراً مربعاً، يُخصص حوالي 41.5% من هذه المساحة للنشاطات الزراعية.[1] ومن الواضح أن البنية التحتية الزراعية والغطاء النباتي قد تعرضا لأضرار جسيمة نتيجة هذا العدوان المستمر، ما أدى إلى استهداف وتدمير منهجي للموارد الطبيعية والزراعية، وتعطيل أسس الحياة والاقتصاد في القطاع.

وعلى الرغم من صدور بعض التقارير والإحصاءات الأولية من قبل مؤسسات دولية ومحلية حول حجم الأضرار، فإن التقييمات الدقيقة لم تتم بعد بسبب استمرار الحرب وحالة النزوح المتكررة للسكان والتحديات الأمنية واللوجستية التي تحول دون إجراء المسوح الميدانية الشاملة.

تهدف هذه الورقة إلى تسليط الضوء على الأثر البيئي والصحي والاجتماعي لهذا الدمار في الغطاء النباتي في قطاع غزة، وتأكيد الحاجة الملحة إلى تدخل عاجل لحماية البيئة والسكان هناك.

كما تستعرض ورقة السياسات هذه مقترحاً لاستراتيجية التخفيف أو الحد من الأضرار البيئية الناجمة عن تدمير الغطاء النباتي بفعل الحرب، والتي تأتي في إطار تعزيز فهم أعمق لتأثيرات التدمير في النظم البيئية والصحة العامة واستدامة الموارد في المنطقة.

ولتحقيق أهداف الورقة تم تطوير منهجية وأدوات بحثية تتماشى مع أهداف الدراسة، ومع استمرار العدوان الإسرائيلي؛ بدأت المنهجية بمرحلة تقسيم الورقة إلى 7 عناوين فرعية، تلتها مرحلة جمع المعلومات ومراجعة التقارير المختلفة، ومن ثم مرحلة صوغ وإثبات الحقائق، وأخيراً مرحلة إجراء المقابلات الفردية مع أصحاب المصلحة من خبراء في المؤسسات الزراعية والبيئية والاقتصادية، وصوغ العقبات والتحديات واستراتيجيات التخفيف من الآثار البيئية، والخاتمة، والاستنتاجات.

 

Image removed.المصدر: تم التقاط الصور من قبل العديد من المراقبين (الأصدقاء والمزارعين) المقيمين بقطاع غزة

 

الغطاء النباتي وأهميته

الغطاء النباتي هو مصطلح يستخدم لوصف جميع النباتات الموجودة في منطقة معينة، سواء كانت هذه النباتات طبيعية أو مزروعة بهدف الإنتاج الزراعي أو نباتات تُزرع ويتم الاعتناء بها لأغراض جمالية وترفيهية.

يُعد الغطاء النباتي عنصراً حيوياً في النظم البيئية، إذ يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على التوازن البيئي ودعم الحياة على الأرض، ويتطلب الحفاظ على هذا الغطاء تعاوناً بين الأفراد والمجتمعات والحكومات لضمان استدامته للأجيال القادمة.

في قطاع غزة يمثل الغطاء النباتي جزءاً كبيراً من الأراضي المخصصة للاستخدام الزراعي بمختلف أنماط المحاصيل، ويتمثل جزء في المنتزهات والحدائق البالغ عددها 8، وجزء آخر بسيط في النباتات الطبيعية الحرجية (محميات طبيعية) بنسبة 18.3% من مساحة قطاع عزة، ومعظمها في منطقة وادي غزة. [2]

وتتجلى أهمية الغطاء النباتي في الحد من المخاطر الناجمة عن خطر الفيضانات والانهيارات الأرضية نتيجة لزيادة الجريان السطحي للمياه، إذ يلعب الغطاء النباتي دوراً أساسياً في تثبيت التربة وامتصاص المياه، بينما يؤدي تدمير الغطاء النباتي إلى تآكل التربة وفقدان خصوبتها، ما يقلل من إنتاجية المحاصيل الزراعية ويجعل الأراضي قاحلة وغير منتجة، ما يعزز من ظاهرة التصحر. ووفقاً لتقرير نشره مركز الدراسات البيئية في جامعة كاليفورنيا، فإن النباتات تلعب دوراً أساسياً في منع تآكل التربة وتعزيز استقرارها.[3]

بالإضافة إلى ذلك، فإن غياب الغطاء النباتي يساهم في تدهور جودة الهواء نتيجة ارتفاع مستويات التلوث، حيث تعمل النباتات كمرشحات طبيعية لغازات مثل ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين. وبحسب تقرير منظمة الأغذية والزراعة FAO، فإن النباتات قادرة على تخزين الكربون وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة التي تسبب الاحترار العالمي.[4] كما يؤثر تدمير الغطاء النباتي سلباً على الأنظمة الإيكولوجية المائية، إذ يتسبب في تدهور نوعية وكمية المياه المتدفقة إلى المياه الجوفية والمياه السطحية، ما يؤدي إلى زيادة ترسب الرواسب والملوثات. وبحسب دراسة نشرتها مجلة "نيتشر" (Nature) فإن الغابات والنباتات تلعب دوراً محورياً في إعادة تدوير المياه في البيئة وتوفير الأمطار اللازمة للمناطق الزراعية.[5]

إن فقدان الغطاء النباتي لا يؤثر في التربة والمياه فحسب، بل يمتد ليشمل فقدان التنوع البيولوجي المحلي، وبالتالي يؤدي إلى اختفاء المواطن الطبيعية للنباتات والحيوانات والحشرات، ما يؤثر في استقرار النظم البيئية ويزيد من خطر تفشي الأمراض. وتشير تقارير برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) إلى أن التنوع البيولوجي يلعب دوراً حاسماً في الاستدامة البيئية،[6] ومن الآثار البعيدة المترتبة على تدمير الغطاء النباتي تفاقم التغير المناخي من خلال زيادة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتغير معدلات هطول الأمطار، وهذه التغيرات تؤثر بدورها في الاتزان البيئي، وتؤدي إلى تراجع مستويات المياه الجوفية والسطحية، ما يؤثر سلباً في الزراعة وحياة المجتمعات المحلية.

أخيراً، فإن تدمير الغطاء النباتي الناجم عن الحرب يؤثر بشكل مباشر في جودة الحياة البشرية من خلال تأثيره السلبي في الصحة العامة نتيجة تدهور نوعية الهواء والمياه وتقليل فرص الاستجمام والتنزه بسبب فقدان المساحات الخضراء والحدائق العامة، وذلك وفقاً لمقالة من موسوعة بريتانيكا(Britannica) التي توضح أن للمساحات الخضراء دوراً مهماً في تحسين الصحة النفسية والجسدية للسكان.[7]

إن الحفاظ على الغطاء النباتي في قطاع غزة يعد أمراً ضرورياً لضمان استدامة الموارد الطبيعية ودعم الحياة البشرية والحيوانية في المنطقة، وسنستعرض المعاناة المستمرة للغطاء والثروة النباتية قبل وبعد تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وما تستدعيه الحاجة من جميع الجهات المعنية لتكثيف جهودها في سبيل حماية الغطاء النباتي وإعادة تأهيله والحد من تلوثه.

وضع الغطاء والثروة النباتية وتدميرهما المستمر قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023

بحسب تقارير وزارة الزراعة للفترة 2017-2018، تقدر مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة بحوالي 117 ألف دونم، وتتنوع التركيبة المحصولية في هذه الأراضي، إذ تُشكل أشجار الزيتون 23.99% منها، بينما تُغطي أشجار الحمضيات حوالي 10.02%، بالإضافة إلى ذلك تُخصص 12.77% من الأراضي الزراعية لأشجار الفواكه، في حين تُزرع الخضروات في 45.37% من المساحات، وتشكل المحاصيل الحقلية نسبة 7.85%.[8]

في تقرير صادر في أيار/ مايو 2024 عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، أوضح المسح الجوي عبر الأقمار الصناعية للغطاء الأرضي لعام 2017 أن إجمالي مساحة الأراضي الزراعية / الغطاء النباتي يبلغ نحو 151.2 كيلومتراً مربعاً، ما يمثل نحو 41.42% من إجمالي مساحة القطاع.[9]

توزيع هذه الأراضي الزراعية يختلف عبر محافظات غزة الخمس، إذ يمثل نصيب محافظة شمال غزة نحو 20.97% من إجمالي المساحة الزراعية، في حين تُغطي محافظة غزة 21.10%، أمّا محافظة الوسطى فتشكل 17.13%، ومحافظة خان يونس تستحوذ على النسبة الأكبر بواقع 28.76%، في حين تُغطي محافظة رفح ما نسبته 12.76%.[10]

ومنذ توقيع اتفاقية أوسلو الثانية في عام 1995، والتي تضمنت إنشاء مناطق عازلة في المناطق الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل، واجه الغطاء النباتي في قطاع غزة تحديات كبيرة بسبب الانتهاكات المستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والتي تزداد حدتها في المناطق القريبة من الجدار العازل حيث تخضع لقيود واعتداءات متكررة من قبل الاحتلال، ووفقاً لوزارة الزراعة في غزة، تُقسم المناطق العازلة إلى عدة فئات:[11]

- المناطق المحظور الوصول إليها بالكامل: تقع على بعد 100 متر من الجدار، وتعرف بالمناطق العازلة.

- المناطق المحظور الوصول إليها خلال الأزمات: تمتد إلى 800 متر من الجدار في بعض المواقع.

- المناطق ذات النشاط الزراعي المحفوف بالمخاطر: تمتد حتى 2 كيلومتر من الجدار.

وتمثلت التحديات والمعاناة المستمرة ما قبل 7 تشرين الأول/ كتوبر 2023، والتي واجهها الغطاء النباتي والمزارعون، فيما يلي:[12]

- التجريف المتكرر للأراضي الزراعية: تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي بعمليات تجريف وقصف متكررة للأراضي بهدف تدمير الأملاك والموارد الزراعية.

- رش المبيدات السامة من الجو من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي: تقوم قوات الاحتلال الإسرائيلي برش مبيدات الأعشاب في المناطق الزراعية الحدودية، في الفترة 2014-2018، وتتم مرتين سنوياً، وتسببت بإتلاف 13 ألف دونم من الأراضي الزراعية لمسافات تصل إلى 1 كيلومتر غرب الجدار.[13]

- إغراق الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الزراعية: يحدث ذلك عن طريق فتح السدود لتصريف مياه الأمطار والصرف الصحي في فصل الشتاء.[14]

- استغلال قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات العودة: حيث استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي كذريعة لتدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وتوسيع المناطق العازلة الحدودية.[15]

وتظهر هذه الانتهاكات التأثير السلبي الكبير في الغطاء النباتي والثروة الزراعية في قطاع غزة، ما يفاقم الأوضاع الاقتصادية والبيئية في المناطق التي تتعرض للتدمير.

والجدير بالذكر أن الغطاء والثروة النباتية شهدا تدميراً واسعاً جراء الحروب والعمليات العسكرية المستمرة، والتي بدأت بعدوان 2008-2009 الذي تسبب بضرر وإتلاف 17% من الأراضي الزراعية، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الأغذية والزراعة،[16] وتلاها عدوان 2012 الذي أدى إلى حدوث أضرار في الأراضي الزراعية، كبساتين الحمضيات والزيتون والفواكه الأُخرى والدفيئات وزراعات الخضار المكشوفة، وقد تأثرت بشكل مباشر وغير مباشر حوالي 8 آلاف دونم من الأراضي الزراعية. ومن ثم عدوان 2014، والذي وفقاً لوزارة الزراعة تنوعت الأضرار التي تسبب بها للأراضي الزراعية، كبساتين الحمضيات والزيتون والفواكه الأُخرى والدفيئات وزراعات الخضار المكشوفة وأشجار حرجيات، بسبب القصف والتجريف، والتي قُدرت بنحو 34.500 دونم زراعي. وأخيراً عدوان 2021 الذي أدى إلى تضرر نحو 20 ألف دونم من الأراضي الزراعية المزروعة بالمحاصيل الحقلية بشكل كلي أو جزئي، بحسب تقارير وزارة الزراعة.

هذه الحروب المتكررة لم تؤثر فقط في الغطاء النباتي والبنية التحتية الزراعية، بل أحدثت أيضاً تغييرات طويلة الأمد على البيئة في غزة، ما يتطلب جهوداً متواصلة لإعادة التأهيل وتحقيق الاستدامة الزراعية.

الواقع الحالي للغطاء والثروة النباتية ما بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023

إن الأسباب الرئيسية لتدهور وتدمير الغطاء النباتي في الوقت الحالي تعود إلى العدوان الإسرائيلي العسكري المستمر، الذي طالت ضرباته كامل قطاع غزة، والذي استُخدم خلاله مختلف أنواع الأسلحة، براً وبحراً وجواً، ومختلف أنواع الآليات العسكرية، من جرافات ودبابات، بالإضافة إلى الحصار والقيود التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلية، ما أدى إلى تدمير وانهيار واسع النطاق للأراضي الزراعية والبنية التحتية.

وفقاً لبيانات UNOSAT وتقارير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، الصادرة في 29 أيار/ مايو 2024، حتى آخر مسح جوي، تبين أن هناك تدهوراً كبيراً في الغطاء النباتي في قطاع غزة، إذ بلغت نسبة الضرر المباشر وغير المباشر نحو 57.5% من إجمالي مساحة الغطاء والثروة النباتية البالغة 151.2 كيلومتراً مربعاً.[17]

تتفاوت الخسائر في الأراضي الزراعية بين محافظات قطاع غزة، إذ كانت أكثر المناطق تضرراً في شمال غزة ومدينة غزة، حيث بلغت نسبة الخسائر 68% في محافظة شمال غزة، و61% في غزة، بينما بلغت 49% في المحافظة الوسطى، و55% في محافظة خان يونس، و48% في محافظة رفح.[18]

وبسبب النقص الحاد في غاز الطهي والكهرباء لجأ الأهالي والنازحون، الذي بلغت نسبتهم أكثر من 85% من سكان غزة منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي الأخير، إلى استخدام غصون وسيقان وجذور النباتات كمصدر للخشب والحطب لاستعمالها للطهي والتدفئة، ما ساهم في تفاقم الوضع.

كما أوضح مؤخراً الناطق باسم وزارة الزراعة، أن المساحات الزراعية التي يمكن الوصول إليها وزراعتها لا تزيد على 5000 دونم، ونسبة الأراضي التي يمكن ريها باستخدام الطاقة الشمسية محدودة بنسبة 2% من إجمالي الأراضي الزراعية. ويرجع هذا الانخفاض في الري إلى ارتفاع تكلفة السولار اللازم لتشغيل الآبار، إذ بلغ متوسط سعر اللتر الواحد 50 شيكلاً، ما يجعل استخدامه غير مجدٍ اقتصادياً.

وأشار التقرير الصادر عن سلطة جودة البيئة في 17 نيسان/ أبريل 2024، بعنوان "حصر الأضرار البيئية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 2023-2024"، إلى حجم الدمار الذي لحق بالمساحات الخضراء والأراضي الزراعية، حيث تم تدمير ثماني حدائق عامة، وعشرين ميداناً عاماً، بالإضافة إلى 55,000 شجرة على جوانب الطرق وفي الحدائق والبساتين، كما تم تدمير مشتل تابع لبلدية غزة يحتوي على عشرات الآلاف من الأشتال بمساحة 13 دونماً، وخلص التقرير إلى أن إجمالي مساحة الأراضي الزراعية المتضررة بلغ نحو 156,970 دونماً. وأشارت التقارير إلى أن الأراضي الزراعية الواقعة ضمن منطقة السياج الفاصل، والتي تمتد بعمق يتراوح بين 100 و1500 متر وتشكل 35% من إجمالي الأراضي الزراعية، قد دُمّرت واعتُبرت مناطق أمنية تُستخدم كمرابض وقواعد عسكرية.

ولم تقتصر عمليات تدمير الغطاء النباتي على المناطق الحدودية والسياج الأمني فحسب، بل امتدت لتشمل جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك المناطق الحضرية. وعلى الرغم من هذه المعلومات، فإنه لا يمكن إجراء تقييم شامل لحجم الأضرار وتدهور الغطاء النباتي والثروة النباتية إلاّ بعد انتهاء الصراع واستعادة الأمن في المناطق المتضررة، ما يسمح بالوصول إليها لإجراء مسوحات ميدانية دقيقة.

الآثار البيئية المترتبة على تدمير الغطاء والثروة النباتية

كذلك رصدت جودة البيئة في تقريرها الذي سبق ذكره أن حجم تلوث الهواء والإشعاع المساهم في الاحتباس الحراري كان كبيراً نتيجة الأعمال العسكرية، حيث أسفر تدمير المباني عن انبعاث ما يقدر بـ 60 مليون طن متري من الملوثات، وأدى تشغيل الآليات العسكرية واستهلاك الوقود إلى انبعاث حوالي 92 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وما لا يقل عن 59 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بسبب الذخائر المستعملة، بينما ساهمت الطائرات والسفن المستخدمة في نقل الأسلحة في إضافة حوالي 133 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون. كذلك أدى استخدام مادة تي أن تي TNT في التفجيرات إلى انبعاث ما يقارب مليون طن من مكافئ 0.044 من ثاني أكسيد الكربون، كما أكدت سلطة البيئة في تقريرها نفسه، وبالأدلة، استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي كميات لم تُقدر من اليورانيوم المنظم والفسفور.[19]

وأوضح د. ماجد حمادة، المختص بشؤون المياه والبيئة، في تصريح نقلته عنه صحيفة "The Guardian" أن للانبعاثات الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على غزة تأثيراً هائلاً في المناخ، وأظهرت دراسة أُخرى أن الأشهر الأولى من الحرب تسببت في انبعاث كميات ضخمة من الغازات الدفيئة والمسببة للاحتباس الحراري تتجاوز ما تنتجه 20 دولة معرضة لخطر التغير المناخي خلال عام واحد. وأضافت الدراسة أن تأثير الهجمات الإسرائيلية على المناخ خلال شهرين يعادل حرق ما لا يقل عن 150 ألف طن من الفحم.

وتؤكد هذه الأرقام أن تدمير الغطاء النباتي خلال الحرب يزيد من المخاطر البيئية بشكل كبير، وهو ما فرض مجموعة مركبة من التحديات والعقبات التي تشكل عثرة، والتي يجب أن تُعطى الأولوية لحلها من أجل إعادة إعمار الغطاء النباتي والحد من التأثيرات السلبية الناجمة من تدميره.

العقبات والتحديات الرئيسية لإعادة إحياء الغطاء والثروة النباتية

إن قوات الاحتلال الإسرائيلية هي المسؤولة عن التدهور الواسع في البيئة في قطاع غزة، بسبب التدمير الممنهج للغطاء النباتي، من خلال السيطرة على الأراضي وفرض قيود على تنقل المزارعين والناس وممارسة النشاطات الزراعية، وهو ما دفع المنظمات الدولية والمؤسسات الأهلية غير الحكومية إلى تقديم الدعم اللوجستي والفني الممكن للمزارعين في المناطق المتضررة لمحاولة تأهيل بعض الأراضي الزراعية وإعادة زراعة بعض المحاصيل. واقتصر دور السلطات المحلية والمؤسسات الأهلية غير الحكومية على توثيق الأضرار التي لحقت بالغطاء النباتي والبنية التحتية، أمّا فيما يخص المزارعين، الذين يُعتبرون هم أصحاب الأرض وتعد الزراعة مهنتهم الأساسية، فإنهم يسعون لإعادة زراعة أراضيهم التي يمكن الوصول إليها بأقل الإمكانيات المتاحة.

وفيما تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلية في عملياتها العسكرية المدمرة متجاهلة الأثر البيئي الكارثي على قطاع غزة، عمدت السلطات المحلية والمنظمات الدولية والمؤسسات غير الحكومية إلى الدعوة والضغط على المجتمع الدولي للتدخل الفوري والعاجل لإيقاف التدمير واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف التدهور البيئي، مطالبة بتقديم الدعم اللازم لإعادة بناء وتأهيل القطاع الزراعي، وفيما يخص المزارعين مراقبة المستجدات على الساحة السياسية والبحث عن أي فرصة، وبأي الإمكانات، لإعادة الزراعة.

تواجه إعادة إحياء الغطاء والثروة النباتية في غزة عدة عقبات وتحديات، بعضها مرتبط بالوضع الأمني والسياسي، والبعض الآخر بالبنية التحتية والتأثيرات البيئية الطويلة والقصيرة المدى، وفيما يلي تحليل موسع لهذه التحديات:

  1. استمرار الحرب والتدمير من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي: تجدد وتوسع الأضرار في الأراضي الزراعية، كما أن القصف والتجريف المستمر للأراضي يعيقان أي جهود لإعادة التأهيل أو إعادة التشجير، ويمنعان العديد من المزارعين من الوصول الى أراضيهم، ويزيدان من صعوبة تحقيق استقرار بيئي في المدى القريب.
  2. تحويل جزء من الأراضي الزراعية إلى مناطق أمنية يصعب الوصول إليها: أجزاء كبيرة من الأراضي الزراعية قد تم تصنيفها كمناطق أمنية من قبل الاحتلال ما يحظّر على المزارعين والجهات المسؤولة الوصول إليها والعمل على إعادة تأهيلها، وهذ يقلل من المساحة الزراعية المتاحة ويحد من إمكانية استعادة الزراعة في هذه المناطق.
  3. الردم الناجم عن التدمير الهائل للمباني والمنشآت الزراعية: تدمير المباني والمنشآت الزراعية ينتج عنه كميات هائلة من الردم والأنقاض التي تغطي الأراضي الزراعية ما يجعل من الصعب زراعة المحاصيل أو استعادة الأراضي إلى حالتها الأصلية، كما أن إزالة هذه الأنقاض يحتاج إلى جهود كبيرة وموارد ليست متاحة حالياً.
  4. تراكم النفايات الصلبة وعدم القدرة على إزالتها: تتراكم النفايات الصلبة في المناطق الزراعية والمناطق الحضرية نتيجة الدمار وعدم القدرة على إزالة هذه النفايات أو نقلها إلى الأماكن المخصصة لها، ما يشكل تحدياً بيئياً وصحياً كبيراً، إذ تحتوي هذه النفايات على مواد سامة تؤثر سلباً في التربة والمياه والنباتات.
  5. تغير طوبوغرافية وتضاريس الأراضي الزراعية بسبب الحفر الناجمة عن القذائف والتجريف: تترك الاعتداءات والانتهاكات المستمرة حُفراً عميقة وتغيرات في تضاريس الأراضي الزراعية ما يعوق إمكانية استصلاحها للاستخدام الزراعي، ويزيد من خطر تآكل التربة وتدهورها.
  6. تغير الخواص الكيميائية والفيزيائية للتربة: نتيجة استخدام الآليات العسكرية والجرافات تحدث تغييرات كبيرة في الخواص الفيزيائية والكيميائية للتربة ما يؤدي إلى فقدان التربة خصوبتها وقدرتها على الإنتاج، وإعادة التربة إلى حالتها الطبيعية قد يتطلب عقوداً من الزمن، بما في ذلك عمليات الترميم البيئي المكلفة.
  7. حجم الإشعاعات والغازات المتراكمة: وجود إشعاعات وغازات ضارة ناجمة عن استخدام بعض أنواع الذخائر والقنابل يضيف تحدياً آخر لإعادة التأهيل، وهذه الإشعاعات قد يكون لها تأثيرات سلبية على صحة الإنسان والحيوان والنبات، ومن الصعب تقدير مدى آثارها الطويلة المدى.
  8. عدم القدرة على معالجة مياه الصرف الصحي وتضرر منشآتها: تعرض منشآت معالجة مياه الصرف الصحي للتدمير أو الضرر يعوق القدرة على معالجة هذه المياه بشكل آمن، ما يؤدي الى تسربها إلى المياه الجوفية والتربة.
  9. الأضرار التي لحقت بخطوط مياه الصرف الصحي: تعرض خطوط مياه الصرف الصحي للضرر أدى إلى تسربها إلى المياه الجوفية، ما يزيد من خطر تلوث هذه المياه واستخدامها للأغراض الزراعية.
  10. الأضرار التي لحقت بمصادر المياه والخطوط الناقلة للمياه: تضرر شبكات المياه ومصادر المياه العذبة نتيجة الهجمات يزيد من صعوبة توفير المياه الضرورية للري، ما يؤثر سلباً في قطاع الزراعة ويزيد من أزمة المياه في القطاع.
  11. الأضرار التي لحقت بشبكات الري الزراعية: تدمير شبكات الري يؤثر بشكل مباشر في قدرة المزارعين على ري محاصيلهم، ما يهدد الإنتاج الزراعي ويعيق إعادة تأهيل الأراضي الزراعية.
  12. استنزاف المياه الجوفية في مناطق النزوح: تشهد المناطق التي استقبلت النازحين في خان يونس ورفح والوسطى استنزافاً كبيراً للمياه الجوفية بسبب زيادة الطلب، ما يهدد مصادر المياه على المدى البعيد ويزيد من خطر الجفاف.
  13. الأضرار التي لحقت بالطرق الزراعية: تضرر الطرق الزراعية التي تُمكّن المزارعين من الوصول إلى أراضيهم يشكل عائقاً كبيراً أمام العمليات الزراعية، ما يزيد من صعوبة زراعة وحصاد المحاصيل وتسويقها.
  14. بقاء القذائف والقنابل التي لم تنفجر: وجود القذائف غير المنفجرة يشكل خطراً دائماً على حياة الناس ويمنع استخدام العديد من المناطق الزراعية حتى يتم إزالتها وتفكيكها بشكل آمن وهذا يتطلب موارد وخبرات متخصصة ليست متوفرة بسهولة في الظروف الحالية.
  15. نقص التمويل والدعم الدولي: عدم توفر التمويل الكافي والدعم الدولي المطلوب لإعادة تأهيل وتشجير الغطاء والقطاع الزراعي يعوق تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار والتطوير.
  16. نقص الموارد والمدخلات الزراعية والمعدات الزراعية: يجعل من الصعب تحسين الإنتاجية واستعادة الأراضي الزراعية المتضررة.
  17. التغيرات المناخية العالمية: التغيرات المناخية تزيد من التحديات التي تواجه الزراعة في غزة، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض عدد أيام المطر، ما يؤثر في إنتاجية المحاصيل الزراعية.
  18. التحديات القانونية والإدارية: وجود صعوبات قانونية وإدارية في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار والتأهيل، بما في ذلك الحصول على التراخيص والتصاريح اللازمة.
  19. نقص المعرفة والوعي البيئي: قلة الوعي البيئي بين السكان والمزارعين بأهمية الحفاظ على البيئة واستخدام الممارسات الزراعية المستدامة يشكل تحدياً كبيراً أمام إعادة إحياء الغطاء والثروة النباتية.

وتجدر الإشارة الى أن القطاع الزراعي يعاني مسبقاً جراء مجموعة التحديات والمعوقات التي تؤثر سلباً في تنميته وتأهيله، منها التدهور في كمية ونوعية المياه، والأمراض الخاصة بالتربة، وتغير مواسم هطول الأمطار، وارتفاع درجة الحرارة، ونقص المدخلات الزراعية وجودتها، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وتجزئة الحيازات الزراعية، إذ تؤثر هذه التغييرات بشدة في الإنتاجية الزراعية وقابلية استخدام الأراضي.

الاستراتيجيات للتخفيف من الأضرار البيئية الناجمة عن تدمير الغطاء النباتي في غزة

إن معالجة هذه التحديات تتطلب نهجاً متعدد الأوجه، بما في ذلك إصلاحات السياسات لتحسين إدارة الأراضي وأنظمة الدعم المالي والاستثمار في الممارسات الزراعية المستدامة للتخفيف من التأثيرات البيئية، بالإضافة إلى ذلك فإن تعزيز التعليم والتدريب للشباب الريفي يمكن أن يساعد في تنشيط الاهتمام والمشاركة في القطاع الزراعي، وتتمثل أهم الخطوات للوصول إلى استراتيجية ذات كفاءة وفعالية فيما يلي:

  1. إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق يضمن الاستقرار والسماح بدخول جميع المستلزمات الزراعية: يتطلب وقف الأعمال العدائية التوصل إلى اتفاق سلام شامل يضمن حرية الحركة والمرور للأفراد والبضائع، بما في ذلك المواد الزراعية الأساسية ما يساعد في إعادة تأهيل القطاع الزراعي وإعادة بناء البنية التحتية.
  2. التخلص من المعوقات والتحديات التي تحول دون إعادة إحياء الغطاء والثروة النباتية: معالجة التحديات مثل إزالة الردم والأنقاض، والتخلص من القذائف غير المنفجرة، وتنظيف التربة من الملوثات والمواد السامة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التعاون بين المؤسسات المحلية والدولية المتخصصة بإزالة الألغام والتعامل مع المخلفات الحربية.
  3. التدخل الفوري للمجتمع الدولي لدعم إعادة بناء الغطاء والثروة النباتية وحماية البيئة: على المجتمع الدولي أن يقوم بدور محوري في الضغط على الأطراف المعنية لوقف الأعمال العدائية وتقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار الغطاء والثروة النباتية في غزة، ويمكن أن يشمل ذلك حشد الدعم السياسي والمالي من الدول والمنظمات الدولية.
  4. تقديم المساعدات الفنية والمالية للسلطات المحلية والمنظمات العاملة في الميدان: يجب توفير الموارد اللازمة للسلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية من أجل تنفيذ مشاريع إعادة التأهيل الزراعي، بما في ذلك بناء القدرات وتدريب المزارعين على التقنيات الزراعية المستدامة واستعادة شبكات الري والبنية التحتية الزراعية الأُخرى.
  5. تنسيق الجهود والعمل المشترك بين جميع المؤسسات الزراعية والمنظمات ذات الصلة: تعزيز التعاون بين المنظمات غير الحكومية المحلية والمنظمات الدولية والحكومات لضمان التنسيق الفعّال في سبيل إعادة بناء القطاع الزراعي، ويمكن أن يشمل ذلك تشكيل لجان تنسيق مشتركة لضمان توزيع الموارد بشكل عادل وفعّال.
  6. وضع خطة وطنية شاملة تتضمن استراتيجيات للتنمية المستدامة لمختلف القطاعات: يتطلب إعادة إحياء القطاع النباتي تطوير خطة إقليمية وطنية متكاملة تتضمن قطاعات متعددة، مثل المياه والطاقة والبيئة والزراعة، كما يجب أن تتضمن هذه الخطة استراتيجيات للتخفيف من تأثيرات تغير المناخ وتعزيز الأمن الغذائي ودعم الزراعة المستدامة.
  7. تعزيز الأبحاث والدراسات العلمية لفهم أفضل للتحديات البيئية وكيفية معالجتها: تشجيع الجامعات ومراكز الأبحاث المحلية والدولية على إجراء دراسات حول التأثيرات البيئية في غزة، وتطوير حلول قائمة على الأدلة العلمية لمواجهة هذه التحديات.
  8. إعادة التشجير وحماية الأراضي والغطاء المتبقي: تنفيذ مشاريع واسعة لإعادة التشجير في المناطق المتضررة بهدف استعادة الغطاء النباتي وتقليل التعرية والتصحر، ويمكن أن تشمل هذه الجهود زراعة أنواع من النباتات المحلية التي تتكيف بشكل أفضل مع البيئة المحلية.
  9. استخدام التكنولوجيا الحديثة والتقنيات الزراعية المستدامة: الاستثمار في التكنولوجيا الزراعية، مثل الزراعة الذكية للمناخ والزراعة العمودية والزراعة المائية، والتي تساعد في زيادة القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي وتحسين الإنتاج الزراعي وتقليل الاعتماد على الموارد الطبيعية المحدودة، بالإضافة إلى تحسين إدارة المياه باستخدام أنظمة الري بالتنقيط، وإعادة تأهيل وتفعيل استخدام المياه المستعادة وبأسعار مناسبة.
  10. تعزيز الوعي البيئي والتعليم الزراعي: تنظيم حملات توعية وتثقيف لتعزيز الوعي البيئي بين السكان والمزارعين وتعليمهم كيفية استخدام الممارسات الزراعية المستدامة التي تساهم في الحفاظ على البيئة وتخفيف الأضرار.
  11. تعزيز بنية تحتية زراعية قوية ومقاومة للأزمات: إعادة بناء بنية تحتية زراعية قوية تتضمن مراكز لتخزين المياه وتجميع مياه الأمطار وخطوط نقل مياه آمنة ومرافق لمعالجة مياه الصرف الصحي لضمان توفير المياه النظيفة والضرورية للزراعة والسكان.
  12. توفير دعم نفسي واجتماعي للمزارعين المتضررين: تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمزارعين الذين فقدوا أراضيهم أو تضررت محاصيلهم لمساعدتهم على التغلب على الصدمات النفسية والعودة إلى العمل الزراعي.
  13. إنشاء صناديق دعم وتعويضات للمزارعين المتضررين: تأسيس صناديق مالية لتعويض المزارعين المتضررين وتقديم قروض ميسرة للمساعدة في إعادة بناء مزارعهم واستعادة إنتاجهم الزراعي.

خاتمة واستنتاجات

أشاد الخبراء الزراعيون وخبراء التنمية والاقتصاد خلال المقابلات الفردية عبر الواتساب/الاتصال الهاتفي، بأهمية العمل التكاملي للإسراع في إعادة الإعمار، وشملت توصياتهم ضرورة الاستعانة بالدروس المستفادة من تجارب الاعتداءات والحروب السابقة وإعادة الإعمار في غزة، وذلك من خلال القيام بما يلي:

  1. وضع خطة طوارئ شاملة وواضحة: ضرورة تطوير خطة طوارئ تتضمن إجراءات واضحة وقابلة للتطبيق للتعامل مع الأزمات والكوارث، ويجب أن تشمل هذه الخطة استراتيجيات للاستجابة السريعة وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والمنظمات المحلية والدولية وتحديد المسؤوليات بشكل دقيق.
  2. الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة لري الأراضي الزراعية: تشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح لري الأراضي الزراعية، وهذا يمكن أن يضمن توفير المياه بشكل مستدام حتى في حالات نقص الوقود أو انقطاع الكهرباء.
  3. توفير سلاسل إمداد غذائية فعّالة وتقديم الدعم الغذائي للنازحين: من الضروري إنشاء سلاسل إمداد غذائية موثوقة تضمن توفير الغذاء بشكل مستمر للسكان، وخصوصاً في حالات الطوارئ. كما يجب تقديم دعم غذائي مباشر للنازحين والفئات الأكثر ضعفاً لضمان الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية.
  4. إعادة بناء الغطاء والثروة النباتية بطريقة مستدامة وصديقة للبيئة: يجب أن تكون جهود إعادة البناء موجهة نحو الاستدامة البيئية، ويتطلب ذلك استخدام ممارسات زراعية صديقة للبيئة مثل الزراعة العضوية واستخدام الأسمدة الطبيعية والحد من استخدام المبيدات الكيميائية التي تضر بالتربة والمياه.
  5. استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتقييم الأضرار ورصد الملكيات: توظيف التكنولوجيا الحديثة مثل صور الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار لتقييم الأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية وتحديد الملكيات حيث يمكن لهذه التكنولوجيا أن توفر بيانات دقيقة وفورية تساعد في التخطيط واتخاذ القرارات الصحيحة في جهود إعادة الإعمار.
  6. الاستفادة من التكنولوجيا الذكية في إدارة الموارد المائية والزراعية: تبني التقنيات الذكية في الري عن بُعد، واستخدام أنظمة الري بالتنقيط، والتحكم الذكي في توزيع المياه عبر الإنترنت، ما يساعد في تقليل هدر المياه وتحسين كفاءة استخدام الموارد المائية، إذ يمكن استخدام أجهزة الاستشعار لتتبع الرطوبة واحتياجات التربة ما يضمن ري المحاصيل بكفاءة.
  7. تعزيز بناء القدرات والتدريب للمزارعين: تنظيم برامج تدريبية للمزارعين على استخدام التقنيات الحديثة والأساليب المستدامة في الزراعة، ويمكن أن يشمل ذلك التدريب على استخدام مصادر الطاقة البديلة والتقنيات الذكية والممارسات الزراعية التي تحافظ على البيئة وتزيد من الإنتاجية.
  8. تشجيع التعاون بين المؤسسات المحلية والدولية: تعزيز الشراكات بين الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدولية لتوحيد الجهود وتبادل الخبرات في إعادة بناء القطاع الزراعي والذي سيساهم في تحسين الاستجابة للأزمات وتسريع عمليات الإعمار.
  9. إقامة أنظمة رصد وتحذير مبكر: تطوير أنظمة لرصد المؤشرات البيئية وتحذير مبكر من الأزمات المحتملة، مثل الجفاف أو الفيضانات، من خلال محطات الأرصاد الجوية لتقليل الأضرار عبر اتخاذ تدابير وقائية مبكرة وحماية المحاصيل والموارد الطبيعية.
  10. إدراج الاعتبارات البيئية في سياسات التخطيط الحضري والريفي: التأكد من أن خطط التخطيط الحضري والريفي تأخذ في الاعتبار التأثيرات البيئية، وتعمل على حماية الموارد الطبيعية، وعليه يجب دمج الاستدامة البيئية في السياسات والتشريعات المحلية لضمان حماية البيئة على المدى الطويل.
  11. تحسين إدارة الموارد المائية: وضع استراتيجيات فعالة لإدارة المياه تشمل تطوير البنية التحتية لتخزين المياه، وتحسين شبكات الري، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة. وهذا سيضمن توفير المياه للمحاصيل حتى في فترات الجفاف.
  12. تعزيز الوعي البيئي بين المجتمع: تنظيم حملات توعية وبرامج تعليمية لزيادة وعي المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة واستخدام الموارد بشكل مستدام، وإشراك المجتمع المحلي في جهود حماية البيئة يعزز من الدعم والتعاون المحلي.
  13. إنشاء صناديق طوارئ مالية لدعم المزارعين المتضررين: تأسيس صناديق طوارئ مالية مخصصة لدعم المزارعين المتضررين من الكوارث الطبيعية والصراعات لتوفير التعويضات الفورية والموارد اللازمة لإعادة بناء المزارع وإعادة تأهيل الأراضي الزراعية.

 

[1] https://www.un.org/unispal/document/unosat-fao-damage-assessment-12jun24/

[2] https://jasg.journals.ekb.eg/article_230495_e0d96e5e5d65098084be509deb158944.pdf

[3] https://www.britannica.com/science/soil-organism

[4] https://www.cbd.int/gbo/gbo5/publication/gbo-5-en.pdf

https://openknowledge.fao.org/server/api/core/bitstreams/2a65d0eb-e782-464d-91cd-f9de198f4c53/content

[5] https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S004896972303694X

[6] https://www.britannica.com/science/urban-ecosystem

[7] https://www.britannica.com/science/biophilia-hypothesis

https://blogs.ubc.ca/2017wufor200/files/2017/01/Urban-Green-Spaces-and-Health-WHO-2016.pdf

https://academic.oup.com/jpubhealth/article/33/2/212/1585136

[8] قيمة الإنتاج الزراعي في محافظات غزة للموسم الزراعي 2017-2018 (الإدارة العامة للتخطيط والسياسات / دائرة الإحصاء والمعلومات).

[9] https://www.un.org/unispal/document/unosat-fao-damage-assessment-12jun24/

[10] قيمة الإنتاج الزراعي في محافظات غزة للموسم الزراعي 2017-2018، مصدر سبق ذكره.

[11] https://ps.boell.org/sites/default/files/2022-11/gaza-study_en.pdf

Agrarian Annihilation: Israel's war on Gaza is war upon both land and people | Agrarian Conversations (peasantjournal.org)

[12] https://ps.boell.org/sites/default/files/2022-11/gaza-study_en.pdf

[13] https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/13604813.2017.1331566#d1e198

Department of Pesticides 2018 Report, Ministry of Agriculture and Ministry of Agriculture data – General Administration of Planning and Policies, Gaza, 2020

Agrarian Annihilation: Israel's war on Gaza is war upon both land and people | Agrarian Conversations (peasantjournal.org)

[14] https://ps.boell.org/sites/default/files/2022-11/gaza-study_en.pdf

https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/13604813.2017.1331566#d1e198

[15] https://ps.boell.org/sites/default/files/2022-11/gaza-study_en.pdf

https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/13604813.2017.1331566#d1e198

The damages of the March of Return in all districts, Department of Damages, Ministry of Agriculture.

[16] Agrarian Annihilation: Israel's war on Gaza is war upon both land and people | Agrarian Conversations (peasantjournal.org)

[17] https://www.fao.org/geospatial/resources/detail/zh/c/1676364/

https://www.foodsecurityportal.org/node/2698

https://www.un.org/unispal/document/unosat-fao-damage-assessment-12jun24/

[18] https://www.un.org/unispal/document/unosat-fao-damage-assessment-12jun24/

[19] https://environment.ps/wp-content/uploads/2024/07/Report-War-On-Gaza.pdf

عن المؤلف

عماد الجيار: خبير زراعي وخبير ري متخصص بالزراعة والتنمية الاقتصادية، مع خبرة واسعة في تنفيذ وتقييم المشاريع الزراعية وتطوير الأعمال وإدارة برامج تدريبية وتحسين العمليات الإنتاجية واستراتيجيات التكيف مع المناخ واستخدام ومواءمة التكنولوجيا الذكية في القطاع الزراعي، وعضو في لجان تقييم المشاريع. شارك في إعداد دليل الممارسات الزراعية الآمنة وإدراج الأشخاص ذوي الإعاقة في الزراعة.