تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
نشرة ربعية
نشرة انعدام الأمن الغذائي - العدد 29 خريف وشتاء 2023
source
معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطينية(ماس)
Event Date

يأتي هذا العدد من نشرة الأمن الغذائي بينما لا تزال حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر مستمرة منذ خمسة أشهر. تركت هذه الحرب التي انتهكت فيها مختلف القوانين والاتفاقيات الدولية الرامية لحفظ حقوق الشعوب في الحروب والنزاعات المسلحة، ما يزيد على 30 ألف شهيد و 71 ألف جريح وقرابة 2 مليون نازح. هذا عدا عن استهداف المستشفيات والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف ما أسفر عن نقص كبير في  المرافق الصحية وحرم الغزيين من الحصول على العلاج اللازم. 

على ضوء هذه الظروف الكارثية التي يعيشها القطاع، فقد عنونا هذا العدد بنشرة )انعدام( الأمن الغذائي، وذلك لتسليط الضوء على استخدام الاحتلال الإسرائيلي لسياسة التجويع كسلاح في الحرب التي يشنها على القطاع وعلى فلسطين.


تميز العدوان الإسرائيلي ليس بحجم استخدام القوة العسكرية المفرطة ضد المدنيين العزل فحسب، بل بتوظيف إسرائيل وسائل حربية جماعية وحشية سعت من خلالها لجعل غزة غير آهلة، مثل “إبادة وبالتالي خلق ظروف مواتية لانتشار الأمراض )war by starvation( والتجويع )domicide( ” المسكن والأوبئة. فيما يتعلق بتوفر الغذاء الصالح بالتحديد كمقوم أساسي للحياة البشرية، فقد استخدم الاحتلال الإسرائيلي التجويع كسلاح تاركاًً جميع سكان قطاع غزة في أوضاع أقرب إلى المجاعة كما صرحت عدة مؤسسات دولية ذات علاقة. رافق ذلك كله استهداف ممنهج للأراضي الزراعية ومراكب الصيادين ضمن خطة واضحة وممنهجة لضرب البنية الإنتاجية الزراعية في القطاع.
في ظل هذه الأوضاع الكارثية التي يشهدها القطاع يسلط هذا العدد من نشرة الأمن الغذائي الضوء على استخدام الاحتلال الإسرائيلي التجويع كسلاح في حرب الإبادة التي يشنها على القطاع.

توجت هذه الحرب السياسات الاستعمارية طويلة المدى التي أسهمت في حرمان سكان قطاع غزة من المياه النظيفة والصالحة للشرب، واستهداف سبل الحياة والسلة الغذائية للقطاع. كذلك، نستعرض أبرز التطورات في أسعار الغذاء عالمياًً ومحلياًً، والتي تأثرت بشكل كبير في ظل منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المواد الغذائية إلى القطاع سواء من خلال الاستيراد التجاري أو كمساعدات إنسانية. كذلك تأثرت الأسعار محلياًً في أسواق الضفة الغربية في ظل حالة عدم اليقين المرتبطة بالحرب على قطاع غزة وتأثر إمدادات الغذاء التقليدية المرتبطة بشكل كبير بالاحتلال الإسرائيلي. بينما تستعين النشرة أساساًً ببيانات للأشهر الأولى من الحرب خلال 2023 ، فإن مجرياتها في الأشهر اللاحقة وأفقها القريب، للأسف، تؤكد الصورة القاتمة والأرقام الصادمة التي نستعرضها هنا.


تستعرض النشرة في القسم الثالث، كما جرت العادة، النقاش النظري حول استخدام التجويع كسلاح في حالات الحروب مع التركيز على استخدام الاحتلال الإسرائيلي سياسة الحصار التي تعد تهديداًً رئيسياًً للأمن الغذائي من خلال محاربة مقومات مختلفة للأمن الغذائي. كما يشير هذا القسم إلى الوثائق التي توضح سياسة الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 2007 التي تهدف إلى تجويع أهالي قطاع غزة دون حصول مجاعة، حيث يحسب الاحتلال الإسرائيلي السعرات الحرارية التي تبقي سكان قطاع غزة على قيد الحياة وليس أكثر، وبناء عليه يسمح بمرور عدد معين من الشاحنات المحملة بالغذاء إلى القطاع. كما تتناول مجموعة من القواعد في القانون الدولي التي تُ“ُنظم” حالات الاحتلال، بما فيها واجبات دولة الاحتلال تجاه المُُحتلين. كما نستعرض عدة دراسات أشارت إلى استخدام الاحتلال الإسرائيلي التجويع كسلاح في حروبه على قطاع غزة بما فيها الحرب الأخيرة المستمرة.